يمثل ساحل البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية كنزاً سياحياً ناشئاً، يتميز بمياهه الفيروزية الدافئة، وشعابه المرجانية البكر، ومدنه العريقة التي تمزج بين الحداثة والتراث. تمتد هذه المنطقة الساحلية من الشمال إلى الجنوب، مقدمةً تنوعاً فريداً من المغامرات المائية والثقافية.
جدة: عروس البحر الأحمر وبوابة العالم
تعتبر جدة العاصمة الاقتصادية والسياحية للمملكة وبوابتها الرئيسية على البحر الأحمر. وهي مدينة تنبض بالحياة، تقدم مزيجاً فريداً من التاريخ العريق والترفيه العصري.
- التراث الحي في البلد: تبدأ المغامرة الثقافية في جدة التاريخية (البلد)، وهي موقع مدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي. هنا، يمكن للزائر التجول بين البيوت الشاهقة المصنوعة من الحجر المنقبي والمزينة بالرواشين الخشبية الفريدة. يمثل التجول في أزقة البلد تجربة حسية لاستكشاف الأسواق القديمة وتذوق الأطعمة الحجازية الأصيلة.
- الواجهة البحرية الحديثة: يوفر كورنيش جدة الجديد تجربة حضرية حديثة تمتد لعشرات الكيلومترات، ويضم مسارات للمشي والرياضة ومناطق مخصصة للعائلات، بالإضافة إلى نافورة الملك فهد الشهيرة، التي تُعد أطول نافورة مائية في العالم.
- أنشطة الغوص والرياضات المائية: تشتهر جدة بمراكز الغوص الاحترافية التي تنظم رحلات يومية لاستكشاف الشعاب المرجانية القريبة، والتي لا تزال تحتفظ بنظافتها وتنوعها البيولوجي الهائل. يمكن للسياح الاستمتاع بالغطس السطحي أو الغوص العميق لمشاهدة الكائنات البحرية الملونة.
ينبع: لؤلؤة الساحل الشمالي وكنز الشعاب
تقع ينبع إلى الشمال من جدة، وتشتهر بكونها ميناءً تاريخياً ومركزاً صناعياً، إلا أن جمالها الحقيقي يكمن في واجهتها البحرية الهادئة ومحمياتها البحرية الساحرة.
- جمال ينبع الصناعية والبحرية: تتميز ينبع بواجهة بحرية منظمة وهادئة، مثالية للاسترخاء والتنزه. لكن الوجهة الأبرز فيها هي شواطئها التي تُعد من أنقى شواطئ المملكة.
- الغوص في المواقع البكر: تُعرف ينبع بأنها واحدة من أفضل وجهات الغوص في الشرق الأوسط. يمكن للغواصين استكشاف حطام السفن القديمة التي أصبحت ملاذاً للحياة البحرية، والتعمق في مواقع الغوص مثل "سفينة إيونا" الشهيرة. المياه هنا شديدة الصفاء، مما يتيح رؤية ممتازة للحياة المرجانية والأسماك النادرة.
- الاستمتاع بالشواطئ الهادئة: توفر شواطئ ينبع الهادئة مثل "شاطئ النورس" فرصاً ممتازة للسباحة والتجديف والقيام بالرحلات البحرية القصيرة للاستمتاع بالمشاهد الخلابة للساحل.
وجهات الغوص البكر والمشاريع العملاقة
لا يقتصر جمال البحر الأحمر على المدن الرئيسية، بل يمتد إلى جزر ومناطق محمية تتطور حالياً لتكون وجهات عالمية فاخرة للسياحة البيئية والمائية.
- مشروع البحر الأحمر (The Red Sea Project): يتم تطوير هذا المشروع العملاق ليكون وجهة سياحية فاخرة تركز على الاستدامة البيئية والحفاظ على الطبيعة البكر. يضم المشروع جزر ومواقع بحرية لم تُستكشف من قبل، حيث ستتوفر فيه أرقى تجارب الغوص والإقامة الفاخرة التي تلتزم بمعايير صارمة للحفاظ على الشعاب المرجانية.
- جزر فرسان: تقع هذه المجموعة من الجزر قبالة ساحل جازان في الجنوب، وتُعد محمية طبيعية فريدة. تشتهر جزر فرسان بتنوعها البيولوجي المذهل، سواء على اليابسة (مثل غزال الريم) أو في البحر. يجد الزوار هنا جنة للغوص، بالإضافة إلى إطلالاتها الساحرة وقراها التراثية القديمة.
- المناطق الشمالية (نيوم): تتجه الأنظار نحو المشاريع الطموحة في الشمال، مثل نيوم، والتي ستعيد تعريف تجربة الساحل الفاخرة من خلال دمج التقنيات الحديثة مع الطبيعة البحرية والجبلية الخلابة في المنطقة.
إن زيارة مدن البحر الأحمر تضمن للمسافر تجربة لا تُنسى تجمع بين المغامرة تحت الماء، والاسترخاء على الشواطئ الدافئة، والتعمق في ثقافة ساحلية غنية بالتاريخ.